أَعْمَال لَيْلَةَ الْقَدْرِ :
1- الاعتكاف
شَهْرِ رَمَضَانَ بأنّه الشَّهْرِ الَّذِي أَنْزَلَ فِيهِ القُرآن ؛ فيُستحب الِاعْتِكَافِ عَلَى قِرَاءَتِهِ ، وَقَدْ وَرَدَ عَنْ الْإِمَامِ الشَّافِعِيُّ
أنّه كَانَ يَخْتِمُ القرآنى ستّين مَرَّةً فِي رَمَضَانَ ، وأمّا الْإِمَامِ مَالِكٍ فَقَدْ كَانَ يُغلق كُتبه
وَيَتْرُك مَجَالِسِ الْعِلْمِ وَيَتَفَرَّغ لِقراءة القُرآن ، وَلِحُضُور مَجَالِس الْقُرْآنِ فِي رَمَضَانَ
2- قيام الليل
حَثّ اللَّه -تعالى- عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ وَاعْتَبَرَه شرفاً لِلْمُؤْمِن ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ اقْتِرَابِ الْعَبْدِ لِلَّهِ -تعالى- ،
وتترتّب عَلَيْه الأُجور الْعَظِيمَة ، وَيُسْتَعَان بِهِ عَلَى مُوَاجَهَةِ مُشكلات الْحَيَاة ، ويتأكّد قِيَامِ اللَّيْلِ فِي
الْأَوْقَاتِ المُباركة كَشَهْرِ رَمَضَانَ
، وَلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَقَد رغّب النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسلام- فِي قِيَامِ رَمَضَانَ كَمَا رَغِبَ فِي صِيَامِهِ
، قَال -عليه السلام- : (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) ،
وَقَد صلّى الرَّسُول -عليه السلام- صَلَاة قِيَامِ رَمَضَانَ مَعَ الصَّحَابَةِ الْكِرَامِ عدةِ أَيَّام ثُم تَرَكَهَا
؛ خَشْيَةَ أَنْ تُفرض عَلَيْهِمْ أَوْ خَشْيَةً أَنْ يَعْتَقِدُوا أَنَّهَا لَا تَصِحُّ إلَّا فِي الْمَسْجِدِ
، وَبَقِيَ النَّاسُ يُصَلُّونَهَا فُرَادَى حَتَّى عَهْد عُمر بْنِ الْخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه
– الَّذِي جَمْعِهِمْ عَلَى إمَامَيْن وَهُمَا أُبي بْنِ كَعْبٍ وَتَمِيم الدَّارِيّ ، ويُسن للمُسلمين الِاجْتِمَاعِ
عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ فِي الْمَسْجِدِ وَخَاصَّةً فِي رَمَضَانَ بَعْدَ صَلَاةِ العِشاء
3- كثرة الذكر والدعاء
تَتَضَاعَف الأُجور فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَيَسْتَجِيب اللَّه -تعالى- فِيه الدُعاء
، فيستحبّ للمُسلم اِغْتِنَام الشَّهْر بِكَثْرَةِ الدُّعَاءِ وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللَّهِ -تعالى- ، وَرَجَاء رَحِمَهُ اللَّهُ -تعالى- وَمَغْفِرَتُه
، وَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ -عليه الصَّلَاة والسلام- بِالْإِكْثَار مِن الدُعاء بشَكْلٍ عَامٍّ
، وَسُؤَال اللَّه -تعالى- الجنّة ، وَالنَّجَاةَ مِنْ النَّارِ بشكلٍ خَاصٌّ
، وَإِن يُسْتَصْحَب ذَلِكَ فِي جَمِيعِ أَيَّامِ السَّنَةِ ؛ كَالذَّكَر بَعْدَ الصَّلَاةِ
، وَعِنْدَ النَّوْمِ ، وَفِي الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ ، وَأَفْضَل الْأَذْكَار هِي الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ الْوَارِدَةِ فِي قواله -تعالى
: (والباقيات الصالحات) ، وهُنّ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وَاَللَّهُ أَكْبَرُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ
، وتُعدّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مِنْ الْأَوْقَاتِ الَّتِي يستجيبُ اللَّه -تعالى- فِيهَا الدُعاء ، وَقَدْ سَأَلْتُ عَائِشَةَ
-رضي اللَّه عنها- النَّبِيّ -عليه الصَّلَاة والسلام-
مَاذَا تَقُولُ فِي لَيْلَةٍ الْقَدْرِ ، فَقَال : (قولي : اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ ، فاعْفُ عنِّي)
، وَيَكُون الدُعاءُ مُستجاباً حَال الصِّيَام ، وَعِنْد الْإِفْطَار مِنْه ؛ فيُسنّ الْإِكْثَارُ مِنْ الدُعاء
4- الصَّدَقَة
تُستحب الصَّدَقَةِ فِي كلّ أَيَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، ولكنّها تَكُون آكَدُ وَأَفْضَلُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْهُ
، وَهِي مُفضلةٌ عَلَى مَا قَبْلَهَا مِنْ الْأَيَّامِ ، وَعِنْدَمَا عَلِم بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ
قَدْ تَكُونُ فِي لَيْلَةٍ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ أَصْبَحُوا يُكثرون مِنْ الصَّدَقَةِ
؛ اتّباعاً لِقَوْلِه -تعالى- : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ، وَذَلِك لأنّ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فِيهَا
أَفْضَلُ مِنْ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فِي أَلْفٍ شَهْرٍ مِمَّا سِوَاهَا ،
فيُسنّ اِسْتِغْلال هَذَا الْأَجْرِ الْكَبِير بِالْإِكْثَار مِنْ الصَّدَقَةِ ، وَالْإِحْسَانِ إلَى الْآخَرِينَ
ن أَفْضَلِ أَيَّامِ وَلَيَالِي شَهْرِ رَمَضَانَ الْكَرِيم ، هِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ الَّتِي فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
. وَهُنَا كَثِيرٍ مِنْ الْأَسْئِلَةِ الَّتِي تَخْطِرَ فِي الْبَالِ حَوْل لَيْلَةَ الْقَدْرِ
، قَدْ يَكُونُ فِي مَا يَلِي أَجَابَه لَهَا .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3)
مجموعة من افضل الادعية المأثورة في ليلة القدر
الْأَدْعِيَةِ الْجَامِعَةِ الْمُبَارَكَة الْوَارِدَةِ فِي بَعْضِ أَحَادِيثَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
:
1- اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ ، اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ وَلَا بَاسِطٌ لِمَا قَبَضْت ، وَلَا هَادِيَ لِمَا أَضْلَلْت وَلَا مُضِلّ لِمَنْ هَدَيْت
، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ
، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِك وَفَضْلِك وَرَزَقَك ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمِ
الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْم الْعَيْلَة وَالْأَمْن يَوْمَ الْخَوْفِ ،
اللَّهُمَّ إنِّي عَائِذ بِك مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا وَشَرّ مَا مَنَعْتَ ، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِنَا وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ
وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ
وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلا مَفْتُونِينَ ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلِك وَيَصُدّونَ عَنْ سَبِيلِك
، وَاجْعَل عَلَيْهِم رجزك وَعَذَابَك ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إلَهَ الْحَقِّ
2 – اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي ، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي ، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي ، لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ ، اللَّهُمَّ إنِّي
أَعُوذُ بِك مِنْ الْكُفْرِ وَالْفَقْر ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ
3 – رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ الْهُدَى لِي
، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا ، لَكَ ذَكَّارًا ، لَكَ رَهَّابًا ، لَكَ مِطْوَاعًا ،
لَك مُخْبِتًا إلَيْك أَوَّاهًا مُنِيبًا ، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي وَسَدِّدْ لِسَانِي
وَاهْدِ قَلْبِي وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي
4 – اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْت الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي ، وَتَوَفَّنِي إذَا عَلِمْت الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي
، اللَّهُمّ وَأَسْأَلُك خَشْيَتِك فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، وَأَسْأَلُك كَلِمَةِ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ ، وَأَسْأَلُك الْقَصْدِ فِي الْفَقْرِ
وَالْغِنَى ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ ، وَأَسْأَلُك قُرَّةَ عَيْنِ لَا تَنْقَطِعُ ، وَأَسْأَلُك الرِّضَاء بَعْدَ الْقَضَاءِ ، وَأَسْأَلُك بَرْد
الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَأَسْأَلُك لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِك وَالشَّوْق إلَى لِقَائِك فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةَ مُضِلَّةٍ
، اللَّهُمَّ زَيَّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ
5 – اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ
وَأَهْلِي وَمَالِي ، اللَّهُمَّ اُسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيْ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي
وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِك أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي
6 – اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتُ فِي الْأَمْرِ ، وَالْعَزِيمَةِ عَلَى الرُّشْدِ ، وَأَسْأَلُك مُوجِبَاتِ رَحْمَتِك ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِك
، وَأَسْأَلُك شُكْرِ نِعْمَتِكَ ، وَحُسْنِ عِبَادَتِك ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا ، وَلِسَانًا صَادِقًا ، وَأَسْأَلُك مِنْ خَيْرٍ مَا تَعْلَمُ
، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُك لِمَا تَعْلَمُ ، إنَّك أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
7 – اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْت وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْت ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِك
لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ إنْ تضلني ، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُون
8 – اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ زَوَالِ نِعْمَتَك وَتَحَوَّل عَافِيَتَك وَفُجَاءَة نَقِمَتِك وَجَمِيع سَخَطِك .
ليلة القدر ..علاماتها
لِلَّهِ فِي خَلْقِهِ شُؤُون ، وَلَه وَحْدَه سُبْحَانَه الْخِيَرَة ، حَيْثُ اخْتَارَ سُبْحَ…